الشباب المغربي درع الوطن في وجه الفتن والتضليل

 

مصطفى تويرتو

لم يعد خافيا على أحد أن المغرب يعيش اليوم في محيط إقليمي مليء بالتحديات وأن هناك من يسعى بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى ضرب استقراره وتشويه صورته وزرع بذور الفتنة في نفوس شبابه. غير أن هذه المحاولات ورغم ما تملكه من أدوات إعلامية ومنصات رقمية تصطدم بجدار الوعي الوطني المتجذر في ضمير المغاربة منذ قرون.
الشباب المغربي الذي يشكل النسبة الأكبر من المجتمع هو اليوم أمام مسؤولية تاريخية كبرى. مسؤولية حماية الوطن من حملات التضليل والتشويش التي تستهدف عقله قبل جسده وتراهن على ضعف الذاكرة الوطنية وفتور الانتماء. لكن هذا الرهان خاسر لأن شباب المغرب أثبت في أكثر من محطة أنه لا يباع ولا يشترى وأن حب الوطن عنده عقيدة لا تتبدل بتقلب الظروف.
ما أحوجنا اليوم إلى تعزيز التربية الوطنية في المدارس والجامعات وإلى دعم كل المبادرات التي تزرع في نفوس الأجيال الجديدة معنى الانتماء والمسؤولية. كما أن الإعلام بكل وسائله، مدعو لأن يلعب دوره في نشر الحقيقة والابتعاد عن الخطابات التي تزرع الكراهية أو تغذي الشكوك بين أبناء الوطن الواحد.
المغرب بتاريخه العريق وملكه الحكيم وشعبه الوفي أقوى من كل المؤامرات. قوة هذا الوطن ليست في موارده فقط بل في لحمة أبنائه الذين يؤمنون أن الاختلاف لا يعني العداء وأن النقد لا يفسد للوطن قضية ما دام في إطار البناء والإصلاح.
إن شباب اليوم هو رجل الغد وامرأة المستقبل وعليهم أن يدركوا أن حماية الوطن لا تكون فقط بالسلاح بل بالفكر والعلم والمواقف النبيلة. إنهم جنود في معركة الوعي التي لا تقل خطورة عن أي معركة ميدانية.
في النهاية سيبقى المغرب شامخا وسيتحول كل حقد خارجي إلى طاقة جديدة تدفع أبناء هذا البلد إلى المزيد من التماسك والنجاح. فالمغرب لا يخاف على نفسه لأنه يملك شبابا واعيا يعرف جيدا أن الوطن ليس شعارا يرفع بل عهد يحفظ ويصان.

الشباب المغربي درع الوطن في وجه الفتن والتضليل
التعليقات (0)
اضف تعليق