مراسلة خنيفرة.. محمد المالكي
نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة، يوم السبت، ندوة حقوقية ثقافية في موضوع : “حماية وصيانة التراث و الولوج إليه، جهة بني ملال خنيفرة نموذجا”، بالقاعة الندوات بجماعة خنيفرة ، وقد حضر هذه الندوة عدة فاعلين حقوقيين و جمعويين و إعلامية و اساتذة جامعيين ومجموعة من المهتمين بالشأن المحلي ،وقد تم افتتاح الجلسة بكلمة السيد ذ . أحمد توفيق الزينبي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان .
حيت عرف الندوة جلستين كالاتي:
الجلسة الأولى :
– حول قراءة في التراث المادي وغير المادي بجهة بني ملال خنيفرة من خلال نماذج مختارة –
المداخلة الأولى : الطقس المحلي والمعنى، في أفق ثقافة محلية التفاعل والتوازن الاجتماعي. السيد محمد یاسین، باحث، أستاذ التعليم العالي .
تتخذ الطقوس في أغلب الجماعات الإنسانية دلالات مستوحاة من عمق الممارسات الجماعية المحفزة على العيش المشترك، ومن النزوع إلى صياغة مساحات قابلة لاحتضان الشروط الضرورية لاستمرارية الحياة بكل ما يتطلبه ذلك من توازن في الروابط والعلاقات وسيولة في التفاعل المفضي إلى إقرار مفاهيم محددة للحق والعدل والمواساة. ولهذا نجد الطقوس وخاصة في التجمعات البشرية التقليدية والمحلية تنحو هذا المنحى المشار إليه فتكون بذلك أصولها الثقافية مقرونة بقيم تجعل الذات الفردية منصهرة في منوال جماعي “متكافئ” هو الذي يمنحها الكينونة وسبب الوجود، ومرتبطة بضمير أخلاقي غير معلن أحيانا. يمكن الطقس من حمولة رمزية تحفز على التضامن والتكافل والتعاون وصياغة نسق للحق تبرز معه مشروعية الواجبات وأولوية نظام متوازن للسلطة وأساليب تقسيم الموارد الرمزية والمادية والاستفادة منها. من هذا المنطلق يتخذ الطقس المحلي معاني تتوزع بين الكينونة الرمزية للإنسان وسط مجموعته الثقافية وبين الشحنات القيمية المفيدة في الاقتران بالأرض والذاكرة والموروث الثقافي باعتبارها أنماطا قابلة لتأسيس وتعزيز جزء كبير من منظومة الحقوق التي تسمو بها الحياة وتتراجع بفضلها صيغ العنف والتسلط مهما كان نوعها.
وتنضاف إلى هذه المعاني ما قد تفيده الممارسة الثقافية محليا من انفتاح على السجل الكوني المكرس لحقوق الإنسان بما يتجاوز القناعات والتمثلات الضيقة.
إن التأكيد على البعد الرمزي للطقس المحلي يفيدنا في الإقرار بضرورة الاهتمام بنسق الطقوس في الثقافة المغربية والأمازيغية منها بوجه خاص، وذلك بالنظر إلى فرضيات و”حقائق” مستمدة من التاريخ والمعيش والرموز والتفاعل الإنساني. فالتأكيد على المعنى يسمح بالغوص في العمق الأنثروبولوجي الذي يحرره من المقاربة السطحية التي تكترث فقط بالمرئي والمسموع وتتغاضى عن سياقات خفية هي ا القاعدة المثلى لوجود الطقس واشتغاله، قاعدة يصير فيها المعنى هو حجر الزاوية في سيرورة ممتدة تكون فيها الطقوس عناوين لثقافة محلية قابلة – في جزء منها – للانصهار في الوطني والكوني متى توفرت شروط ذلك. و اعتبارا لكل ما ذكر، وانسجاما مع الغايات التي ترومها هذه المداخلة ، فإن قراءة الطقس المحلي في بعده الفلسفي و الحقوقي ، ملزم ضرورة بتجاوز التمثل المبتذل والنزوع نحو قراءة تستدمج الطقس ضمن ممارسة إنسانية متعالية كفيلة بالكشف عن شحنات ثقافية يمتلئ بها النسق المحلي ، شحنات يسمح استثمارها بفتح أربع فضاءات ثقافية يمكنها أن تغني المنوال القيمي و الاجتماعي و الاقتصادي و التربوي لحقوق الإنسان و تجعل من المحلي معبرا ضروريا للانصهار في الكوني ، وتعزز الحقل الثقافي ليضطلع بالتفاعل الإيجابي بين المجموعات الإنسانية و بالتوازن الاجتماعي في مدلوله الحقوقي العميق .إن الارتكاز على بعض النماذج و الأمثلة من الطقوس المحلية في الأطلس المتوسط ، سيسمح لنا ، وانسجاما مع منطق هذه الورقة ، اقتراح الفضاءات الأربعة التي يكون فيها الطقس عنوانا وجودیا و تفاعليا و أخلاقيا يمكن أن تسمو بها ثقافية حقوق الإنسان و هي : فضاء الحق ؛ الواجب والمسؤولية ؛ التضامن والتكافل ؛ و التنشئة والتفاعل الحضاري . وبعد ذلك تمت المداخلة الثانية حول الأبعاد الثقافية والرمزية لزخارف ورموز الزربية بالأطلس المتوسط، الزربية الزيانية نموذجا ، للباحث في التراث ومدير المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، ذ .المصطفى فروقي . تتناول هذه المداخلة الزربية كصناعة إبداعية تراثية وتحاول إبراز التحولات التي عرفها مسار هذه الصناعة عبر ما يلي:
1~ المنعطف الذي عرفته صناعة الزربية بالمغرب الأقصى خلال- بدايات فترة الاحتلال الفرنسي؛
2~ التدابير العملية والإجراءات القانونية التي هيأت لما عرف ب ” متن الزربية المغربية ” الذي أنجز على مراحل في عشرينيات القرن الماضي من طرف مصلحة الشؤون الأهلية؛
3~ موقع زربية الأطلس المتوسط والزربية الزيانية تحديدا في هذا المتن؛
4~ صور من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمجال زيان من خلال الزربية كوثيقة قابلة للتأويل؛
5~ زخارف الزربية الزيانية: محاولة في الفهم والتأويل؛
6~ استنتاجات وأسئلة تهم مستقبل هذا التراث المادي وغير المادي.
المداخلة الثالثة: التراث العبري بجهة بني ملال خنيفرة ، للأستاذ لحسن رهوان، باحث في التراث.
كغيرها من جهات المغرب الذي تشبعت ساكنته بقيم التعايش والتسامح والتساكن مع مختلف الإثنيات والعناصر البشرية، التي توافدت عليه عبر فترات تاريخية مختلفة، استقبلت واحتضنت بلاد زيان طائفة
عبرية مهمة ساهمت بشكل كبير في إغناء تراث المنطقة. ويعود استقرار هذه الطائفة ببلاد زيان لعوامل ذات أبعاد مختلفة مرتبطة بموقعها عبر المحور القوافلي فاس مراكش، وبغنى مواردها المائية والنباتية والحيوانية والمعدنية، وبنمو مراكز اقتصادية بها ذات أنشطة وصنائع وحرف مختلفة، فتوفرت بذلك كل الشروط الأساسية المرتبطة باهتمامات هذه الطائفة. وإذا كنا في تناولنا للتراث العبري كمكون من مكونات التراث المغربي، لا تعوزنا المصادر والكتابات والدراسات، فإن دراسة هذا التراث ببلاد زيان يطرح مشكل العوز المصدري والوثائقي، لذلك فالورقة هي محاولة لتقديم إضاءات في هذا الإطار، اعتمادا على مصادر ودراسات وكتابات تاريخية على قلتها، مع الاستعانة بالطوبونيم العبري المنتشر بكثافة بالمنطقة، والرواية الشفهية وما تقدمه من معلومات مع الحرص ما أمكن على اعتماد الخلفيات المعرفية المرتبطة بهذا الموضوع.
المداخلة الرابعة : الحضرة أو الجدبة في الموروث الشعبي المغربي. طارق معطاوي، طالب باحث، بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، إن الحديث عن الثقافة الشعبية، حديث متجدد، يفرض ذاته باعتباره يمثل بقعة ضوء تسلط على ثقافة أخرى، ثقافة ظلت مقصية وخارجة من دائرة الاهتمام لسنين مضت ولأسباب كثيرة. ولقد منحها هذا الوضع الإقصائي التهميشي مكانة رمزية في الذاكرة الشعبية الجماعية؛ ظلت تتوارثها عبر الأجيال من جيل لآخر، في منأى عن دائرة اهتمامات المؤسسات الرسمية، غير أنها حافظت بصورة أو بأخرى على روح أصالتها
وطابعها الشعبي. والحديث أيضا عن الثقافة الشعبية، يجرنا إلى الحديث عن مجموعة من الالتباسات التي يجب على الباحث أن يتجاوزها مستحضرا كل التعالقات والتقاطعات بين مختلف المجالات السوسيولوجية والأنثروبولوجية والثقافية من أجل سبر أغوار الظاهرة الثقافية الشعبية المقصودة وإماطة اللثام عن منظومتها الدلالية، واستكناه معانيها ومفاهيمها؛ وذلك بغرض استعادة سياقها الثقافي بكل أحداثه وتماهياته وتداعياته. إن المفاهيم التي تشكل محل اختلاف سواء على مستوى الدلالة أو على مستوى الاشتقاق، تنبع أهميتها من خلال نوع الحقل الدلالي الذي يتم توظيفها فيه، وكذلك من خلال المصطلحات الأخرى التي تتماهى معها من حيث سياقها الدلالي أو الإبستمولوجي التي تتمخض منه، ومعلوم أن بنية اي مفهوم ينتظم
عناصره الأساسية التي تؤلفه أساسا، وكذلك من خلال تداعياته التأويلية والدلالية التي تكون محطة اجتهاد مبني على قرائن موصوفة وواضحة ويأتي مفهوم الحضرة كإشكالية تطرح نفسها في السياق الدلالي أو الوظيفي الذي تمتح منه، فتعدد تعاريفها وتفرع دلالاتها وتنوع مصطلحاتها جعل من مفهوم الحضرة إشكالية معرفية إبستمولوجية تستدعي منا سبر أغوارها على مستوى الدلالة والتوظيف من خلال الممارسة الصوفية ثم على مستوى الإحالات السيميائية على مستوى الطقوس الشعبية.
المداخلة الخامسة: أشكال التراث الشعبي في الرواية المغربية. إبراهيم البحراوي، طالب باحث،
بجامعة السلطان مولاي سليمان ،تسائل هذه الورقة البحثية أشكال ورود التراث الشعبي في الرواية المغربية، والبحث في تشكلاته وتداخلاته مع النص الإبداعي في الخطاب الروائي المغربي، خاصة داخل نصوص محلية أبت إلا أن تصور ما يحيط بها من عادات وتقاليد، وأعراف تنسج علاقات تشابكية داخل المجتمع المغربي بصفة عامة، وداخل جهة بني ملال خنيفرة على وجه الخصوص. إن اللغة تمارس موقفا احتجاجيا ورافضا للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولهذا يتماهى صوت لغة الرواية مع صوت الفئة الاجتماعية المسحوقة والمهمشة، حيث الرغبة في تعرية التناقضات وفضح الممارسات الهادمة لقدرات الفرد. وهكذا كانت لغة الخطاب الروائي المغربي متشبثة بالتراث، تتغنى به وتعمل وفق استراتيجية تصنع تداخلا بين المضامين، والأشكال، والرؤى، والشكل العلني للكلام الملتزم الذي يعطي إشارات كافية عن المواقف. ومن ثمة تغدو الكتابة هنا قلقا والتزاما وتعرية للإيديولوجيا والمسكوت عنه، برمزية تتدفق بدوالها وخلخلتها
لكل ما هواستهلاكي وعابر، دون أن نتمكن من القبض عليه ونقده وتفكيكه وتشويهه.
إن السؤال الأهم ليس في جمالية ما يكتب فقط، وإنما في قدرة هذا المكتوب على التعبير عن محيطه السوسيولوجي، و الثقافي، و التراثي، و من ثمة تغدو الرواية مجتمعا مكتوبا و مرأة لمجتمع واقع .
نتناول في هذه الورقة نماذج روائية انطلقت من المجتمع المحلي لجهة بني ملال خنيفرة لتعلن في العالم السردي أشكالا ومعالم تراثية مغربية تمور في الخصوصية الثقافية المغربية، هي نماذج تنطلق من تراث زيان، والقصيبة، وبني ملال، والفقيه بن صالح وغيرها من مراكز الجهة، ونمثل بكل من رواية:
رياح الخطيئة للروائي عبد الكريم عباسي ورواية حين يزهر اللوز للروائي محمد أبو العلا وغيرها.
وبعد استراحة تمت الجلسة الثانية: كان موضوع :
” التراث المادي و غير المادي الجهوي، الأبعاد وسبل التثمين “.
كانت المداخلة الأولى ، للباحث في التراث والثقافة، الاستاذ لحسن زروال،حول أدب المثل والحكاية في الثقافة الأمازيغية، قضايا التجنيس والدلالة و البنية والوظيفة التربوية.
يعتبر المثل والحكاية مجالين عابرين للاختصاصات، فهما تراث لغوي بقدر ما هما تراث ثقافي يلجأ إليهما لتبرير وتدعيم أقوالنا وأفكارنا ومواقفنا في جميع المجالات. إنهما جنسان أدبيان وخطابان يحوزان سلطة ونفوذا لأنهما يعكسان حقيقة عامة تعبر عن ممارسة لغوية وعن تجارب جماعية وثقافية واجتماعية، فهما يؤطران ويوجهان السلوك الفردي والجماعي وربما جاز اعتبارهما دستورا للسلوك البشري في بعده الأنطولوجي العام على اعتبار أن العديد من الدراسات كشفت إحاطة الحكاية والمثل بالحياة البشرية في أبعادها الدينية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية. إن الحكاية « تلاسين أو تانفوسين أو تيمينت” والمثل “أنزي” وسائل تعبيرية تعبر بها الشعوب عن الشعور واللاشعور الجمعي وهما رافدان من روافد الموروث الشفاهي الأمازيغي المغربي الذي تداولته الألسن والتقطته الأذان جيلا عن جيل فحافظت الذاكرة اللسانية على الكثير من هذا التراث حتى سلمته لذاكرة أقوى هي ذاكرة الكتابة.
أمام هذه الأهمية الكبرى لهذين الجنسين الأدبيين الشعبيين اللذين يعدان كنوزا ثقافية ترسم معالم الهوية المحلية والوطنية وتنفتح أيضا على المشترك الإنساني نظرا لتشابه وتماثل الوجود البشري وتقاسمه التجربة الإنسانية ، تطمح هذه المساهمة إلى تعريف كل من الحكاية والمثل ورصد خصائصهما المميزة و أصنافهما وما يجمعهما بأجناس أخرى مثل القصة والحكمة والقول المأثور …، كما تروم هذه الورقة أيضا إضاءة البنية التكوينية ومواطن الإبداع الفني والجمالي في الجنسين إلى جانب التوقف عند بعض الجوانب الحياتية التي تعرض لها الأمثال والحكايات وسياق الاستحضار على أن نختم بوظيفة المثل والحكاية ودورهما التربوي والحاجة إلى إعادة تملك هذه الممارسات باعتبارها تراثا ثقافيا وطنيا وإنسانيا من حق الأجيال
المستقبلية الاطلاع عليه وهو ما تنص عليه العهود والمواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق اللغوية والثقافية.
و المداخلة الثانية، لطالب باحث بجامعة السلطان مولاي سليمان، اسماعيل أمناي، حول التراث المادي وغير المادي بين الاستثمار و التغيب في مناهج التعليم الابتدائي المغربي.
يعتبر التراث المادي وغير المادي من مظاهر التفاخر بين الشعوب، ودليل على أصالة ثقافتها وقدم حضارتها، وصار الحفاظ على هذا التراث صونا للهوية الثقافية وحفاظا عليها، ووعيا منها صارت السياسة العامة لكل الدول تفكر في سبل الحفاظ عليه. غير أن الانفتاح الكبير على ثقافة الآخر عبر الأنترنت والانخراط في العالم الافتراضي، جعل الفرد يحتك مع تراث وثقافة الآخر، مما يؤثر سلبا على مكتسباته التعليمية وهويته وثقافته الخاصة، تأثيرا قد يتعارض مع مكونات الهوية المغربية وخصوصيتها، ويعد الأطفال أكثر عرضة لهذا التأثير لهشاشة ثقافتهم وحداثة ارتباطهم بتراثهم، ولانخراطهم المبكر في هذا العالم الافتراضي واغترافهم مما يقدم من منتجات وألعاب وتطبيقات وإشهارات تهدد خصوصية ثقافتهم،
ولذلك تسعى السياسة التربوية الحديثة إلى ربط الناشئة بتراث بلدها وتحسيسها بأهميته، وكذلك ربطها من خلال تراثها بثقافتها وميراث آبائها وأجدادها، الشيء الذي تسعى أغلب الدول لتحقيقه من خلال السياسة التعليمية وبرامجها التي يطلع عليها عامة الشعب، بل تعتبر هذه المقررات الزامية في المدارس العمومية ، وذلك بغية تعزيز الانتماء والهوية الثقافية الوطنية، وكذلك للتحسيس بما لهذا التراث من قيمة اقتصادية ودور تاريخي وثقافي في البناء العام للبلد. ونهدف في مداخلتنا تتبع ومقاربة عملية استثمار وتضمين مكونات التراث المادي وغير المادي بالمملكة المغربية على مستوى المناهج التربوية للمرحلة الابتدائية من التعليم المدرسي والتي تمتد من السنة الأولى من التعليم إلى السنة السادسة، انطلاقا من خصوصية الثقافة المغربية وتعدد روافدها، مجيبين عن أسئلة من قبيل: ما هو التراث؟ وما هي أنواعه؟ وأين يتجلى حضور التراث المادي وغير المادي في المناهج التعليمية المغربية؟ وما هي أهم أليات استثماره وتوظيف التراث المغربي بالمنهاج المغربية؟ وما مدى التواصل الإيجابي الذي خلقته هذه الآليات للمتعلم مع تراث بلده المادي وغير المادي ووقفنا في دراستنا عند أهم آليات التوظيف للتراث غير المادي واستثمار التراث المادي في المناهج التعليمية المغربية في المرحلة الابتدائية، والتي تتنوع بين المقررات التعليمية وتختلف بحسب المستويات ونوعية المواد، إلا أننا وقفنا على تواجدها وبقوة داخل البرامج التعليمية وعيا بأهمية ربط المتعلمات
والمتعلمين بها. غير أننا وقفنا على برامج تعليمية مستوردة خصوصا ببعض المدارس الخصوصية والتي تسعى جاهدة إلى تغييب التراث المغربي بنوعيه، بل وتسعى إلى تسليط الضوء على تراث أجنبي وخصوصا التراث غير المادي الفرنسي، وتنفرد برامج ومناهج اللغة الفرنسية بذلك دون برامج اللغة العربية واللغة
الأمازيغية، مما يستوجب التفاتة رسمية للموضوع. ووقفنا في نهاية المداخلة على تثمين هذا التناول والتوظيف للتراث المادي وغير المادي بالبرامج التعليمية المغربية.
وفي اخير المداخلة الثالثة ، لطالب باحث بجامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال نورالدین ثلاج ،حول دور الإعلام في ثتمين التراث المادي وغير المادي بالجهة.
حيث تناولت هذه الورقة أهمية التراث بصنفيه المادي وغير المادي بصفة عامة وبجهة بني ملال خنيفرة بصفة خاصة، مع التركيز على دور الإعلام الإلكتروني، ومساهمته في تثمين هذا التراث والحفاظ عليه، وذلك
بالرغم من انعدام إعلام ثقافي بالجهة لأسباب عديدة تجمع بين المادي والتقني وغياب التخصص في المجال.
وسيتم التطرق لذلك من خلال أربعة محاور: 1. مفهوم الإعلام الإلكتروني؛ 2. الإعلام الثقافي بالجهة وضعف الامكانات المادية والتقنية؛ 3. كيف ننهض بدور الإعلام الثقافي بالجهة؟4. تناول المنابر الإعلامية الجهوية للتراث المادي وغير المادي.
وقد ختمت هذه الندوة بخلاصات وتوصيات في الموضوع و تخللتها فترات استراحة وتدخلات الحاضرين طرحت خلالها أسئلة كانت في مجملها تصب في محتوى الندوة .
وقال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ذ أحمد توفيق الزينبي في تصريح لجريدة فلاش 24 ، إن الندوة تهدف إلى الوقوف على فعلية الحقوق الثقافية، استنادا إلى واقع التراث المادي وغير المادي بالجهة، من خلال دراسة المحيط العام المؤثر على عمليات حماية وصيانة وتثمين التراث، وفي مقدمتها الإطار التشريعي والسياسية العمومية ذات الصلة. كما تما ، انطلاقا من نماذج وحالات مختارة، تحليل واقع التراث المادي وغير المادي بالجهة، والوقوف على خصائصه وغناه، وعلى العراقيل والتحديات الخاصة والمشتركة التي تواجهها المحافظة عليه، وضمان سلامته واستمراريته، والولوج إليه وتثمينه. كما تعتبر الندوة مناسبة لبسط مساهمة مختلف الفاعلين الجهويين، سواء على مستوى البحث العلمي، أو المرافعة أو إعداد وتنزيل برنامج تنموي ثقافي مندمج، يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات التراث الجهوي، ومبني على معايير تضمن المساواة وعدم التمييز وجبر الأضرار وسبل الانتصاف والمساءلة.