*الأطفال* والسياسة في الانتخابات الأخيرة…
✍️:حدو شعيب.
عنوان غريب لمرحلة غريبة. في الأمر ما يدعو إلى التساؤل، هل لم يعد هناك بالغون لتولي المسؤولية؟ أم أن المناصب تغري إلى درجة سلب عقول الصغار ؟
في أيام الاستعدادات للانتخابات الأخيرة، تم تداول فيديو معنون بالتمساح الصغير لطفل يتكلم بثقة مبالغ فيها عن حزب وما ينتظره من فوز ساحق… إلا أن الرياح تهب في الاتجاه المعاكس لتعصف بحزبه وتخميناته وتطوي الملف.
بعد الانتخابات، فيديوهات أخرى ومناشير على منصات التواصل الاجتماعي تهلل لشباب وصلوا بالكاد الى سن الرشد وهم يقدمون أنفسهم كأبطال لأنهم استطاعوا الفوز بمناصب المسؤولية من قبيل رؤساء الجماعات … اللهم لا حسد.
لا أعيب كون شباب وصلوا مبكرا الى سلك المسؤولية، لكني أرتاب في كون قوتهم وعطائهم كانت السبب في ترؤسهم لجماعاتهم… قد يسيء ظني وأعتقد أن من وراء الستار هناك أشياء أخرى… إذ لا يعقل أن يتقلد شخص لم يصل بعد الى سن الرشد بالمعنى الحقيقي للكلمة مسؤولية تسيير جماعة، اللهم إن كان المقصود هنا التربع على الكرسي فتلك مهمة ينجح فيها كل من هب ودب… ما عدا ذلك، فالأمر لن يغدو ان يكون عبث في عبث… لربما موضة التشبيب ارتأت استقطاب صغار السن لوضعهم كأقنعة على وجوه الكهول الذين ملتهم السياسة والإدارة والتنمية، وكل الأعراف لطول المدة التي لبثوا فيها جاثمين على مصائر العباد والبلاد…
لو كان للصغار ملكات وقدرات حقيقية لكانوا متنافسين على مدرجات المعاهد العليا وليس متربصين بكراسي الجماعات…
لو كان للتمساح الصغير ما يقول لكان في مكان للتعلم ولطلب العلم وليس شحذ اللسان ليصبح سليطا.