ماما فرنسا والجزائر وسلوكيات هذه الأخيرة اتجاه الجار
يوسف عبي
عندما بدأ العالم يريد الإستقلال، أحست فرنسا بنهايتها قريبة، فبدأت تعد خطة لما بعد استقلال الشعوب، فقدمت خلال سنة 1958 استقلالا، بشروط قاسية لعدة دول إفريقيا ،كالسنغال و موريتانيا، حيث فرضت عليهم استخدام الفرنك الفرنسي، لتحكم في ثمن المواد الأولية و النظام المالي الإفريقي.
وبعد ذلك قدمت لمقاطعتها الإفريقية الجزائر حدود جديدة اقتطعتها من كل من تونس، ليبيا، المغرب، مالي.
لكن بعد أن أحس الشعب الجزائري بضرورة الاستقلال، و تخوف الجنرال الفرنسي الداهية ديغول من أن الجزائر يمكن أن تحكم كل فرنسا باسم الديمقراطية و الانتخابات، كما أن فاتورة الحرب كانت باهظة، تم صناعة نظام بعقيدة واحدة، عقيدة فرملة أي تقدم لأي دولة إفريقية، و محاربة أي دولة إفريقية تحاول الخروج من التبعية الفرنسية، حيث تخلق لها كل المشاكل الممكنة.
كل هذا يجيبنا على السؤال الأزلي!!! لماذا تحاربنا الجزائر، فالجزائر يقودها ولد الحركي، أي الخونة المدربون عن طريق فرنسا لتحكم عن بعد ببلد بحجم كبير، فعندما بدأ المغرب يميل للولايات المتحدة الأمريكية جن جنون الفرنسيين، ثم تضاعف بعد اختيار المغرب للشريك الصيني .
فلا هدف للجزائر كنظام إلا إبقاء الفرنكوفونية تنخر جسد إفريقيا، فلغة موليير توفت منذ عقود، و النظام التعليمي الفرنسي لا يصل إلى الرتب الثلاثين الأولى، أما نظام المحاسبة موليير مقارنة بالنظام الإنجليزي، إضافة إلى التنظيم الإداري، و الأسلحة الفرنسية الخردة التي رفضتها كل دول العالم ،فألغت أستراليا صفقة الغواصات و سويسرا صفقة الطائرات، كما أن المغرب فرض عليه التيجيفي الفرنسي رغم أن النوعية الصينية أفضل و أرخص.
ختاما، الجزائر ما هي إلا دمية فرنسية، تم خلقها لهدف واحد و عقيدة واحدة لا تستطيع التحرك خارجها، ذلك ما يفسر عمر الحكام الجزائريين و صعوبة التخلي عنهم لعدم وجود بديل.