رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، العفو الملكي على مزارعي القنب الهندي حس إنساني نبيل من طرف جلالة الملك
عادل عزيزي
أثار قرار العفو الملكي الذي شمل الآلاف من مزارعي القنب الهندي في المغرب تفاعلا واسعا بين الأوساط السياسية، لحقوقية والمدنية، وارتياحا واسعا وسط المزارعين وعائلاتهم.
في تصريح حصري خص به جريدة “فلاش 24″، قال الدكتور محمد السلاسي رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، إن العفو الملكي السامي عن 4831 من المتابعين في قضايا زراعة القنب الهندي منهم 1341 مزارع من إقليم تاونات هي مبادرة اجتماعية و إنسانية، و كذلك رأفة و رحمة و تكرما و إحسانا من طرف جلال الملك.
و قال رئيس المجلس الإقليمي، لا يمكن إدراج خطوة العفو، إلا باعتبارها خطوة إنسانية تؤكد حرص جلالته دائما على الطابع الاجتماعي والإنساني الذي يميز علاقته مع شعبه الوفي، بل وليتم التأكيد مرة أخرى على قوة الخيارات الاجتماعية والاقتصادية التي تنهجها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة نصره الله وأيده.
و أضاف السلاسي، أن هذه الخطوة أعطت أمل جديد للمزارعين للعودة إلى حياتهم الطبيعية بعيدا عن الملاحقات والشكايات الكيدية الذين كانوا ضحية لها، وكانوا ضحية سياسة جنائية قاصرة جاء القرار الملكي السامي لإعادة النظر فيها وتصحيحها.
كما أشار المتحدث نفشه، أن هذا العفو الملكي يأتي في سياق تبني الدولة لسياسة جديدة في مجال المخدرات، التي تمثلت في ترافعها على مستوى هيئة الأمم المتحدة لإخراج القنب الهندي من الجدول الرابع الملحق باتفاقية 1961 حول المخدرات؛ مما يسمح باستخدامه لأغراض طبية وصيدلانية وصناعية، لافتا إلى أنه في هذا الإطار، صدر القانون رقم 13.21 المتعلق بزراعة القنب الهندي واستعمالاته المشروعة، والذي يهدف إلى تنظيم هذه الزراعة وتحويلها إلى نشاط قانوني ومنظم يساهم في تنمية المناطق المعنية.
وشدّد المتحدث على أن هذا العفو الملكي يعد بحق نقطة بداية لحياة جديدة في مناطق زراعة القنب الهندي، حيث سيتمكن جميع أبناء المنطقة بدون استثناء من التعبير عن رغباتهم وتطلعاتهم بعيدا عن الخوف من المتابعات القضائية التي أرهقتهم وأسرهم وحولتهم إلى رهائن لدى تجار المخدرات، مما حدّ من فرصهم في العيش الكريم، و هو كذلك فرصة لإعادة النظر في الواقع التنموي المستجيب للمتغيرات بمناطق زراعة القنب الهندي، تمكن المزارعين من الاندماج في الاستراتيجية الوطنية الجديدة المتعلقة بتقنين أنشطة القنب الهندي للاستفادة من أثر الاقتصاد الهيكلي لهذا النشاط الزراعي.
كما أكد رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، أن ما يميز القرارات الرشيدة لجلالة الملك هي تحويل الأزمات إلى فرص حقيقية، فمن إنهاء معاناة المزارعين البسطاء، إلى فرص للبداية من جديد للاندماج الاقتصادي والاجتماعي في الحياة الفلاحية، بل وفرصة لتشجيع الشباب والأجيال المقبلة على خطوات خلق المقاولات الزراعية والتحويلية وإنشاء التعاونيات الفلاحية كمدخل أساسي لتحقيق الاستثمار الفلاحي المحلي وتثمين الموارد المجالية.
وأوضح السلاسي، أن السياسة الجديدة للدولة في مجال المخدرات تقوم على أساس إخراج المزارعين من حلقة الاتجار غير المشروع بالمخدرات ومواكبتهم لتوفير بديل حقيقي لهم بما يعزز فرص التنمية المحلية الحقيقية ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات. وفي هذا السياق، جاء هذا العفو الملكي التاريخي بما يسمح بتنزيل عادل وفعال لهذه السياسة.
يشار إلى أن جلالة الملك محمدا السادس أصدر، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أمره بالعفو عن مجموعة من الأشخاص؛ منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح، المحكوم عليهم من لدن مختلف محاكم المملكة وعددهم 685 شخصا.
كما تفضل بإسباغ عفوه المولوي على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي المتوفرين على الشروط المتطلبة للاستفادة من العفو.