لا تبق سجين صفة إنسان اكتشف دروب الإيمان ؟؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

ذ بوناصر المصطفى

ارتبط تمثل القيم الإنسانية في تمثلاتنا كشعوب متخلفة عن الركب بقيم النبل والأخلاق العظيمة، ربما هذا راجع إلى تأثير ظاهرة الإنسية التي عاشتها أوروبا في فترات النهضة، فجعلت من الإنسان محور أي تنمية بعد تخلصه من سلطة وجبروت الكنيسة، إلا أن هذه القيم لم تعد في حقيقة الأمر كونها منظومة نعوت لن تقلدك أي مكانة شرفية أو لنقل مجرد ظل وعنوان لسلوكيات في المطلق.
فحدة هذه القيم الإنسانية قد تتنوع من ثقافة إلى أخرى ومن فرد إلى آخر، ولذلك يمكن أن تسبغ عليها تفسيرات مختلفة فصار ضروريا التمييز بين مفهوم عام وآخر خاص.
فالمفهوم العام غالبا ما يشير إلى المبادئ والمعايير التي يعتبرها البشر جوهرية وهامة في حياتهم وتصرفاتهم. أي تلك القيم التي تتقاسمها العديد من الشعوب والثقافات حول العالم. كالحرية، والعدل، والصدق، والتسامح، والعطف، والاحترام، والشجاعة، والمساواة وما إلى ذلك دلك.
أما المفهوم الخاص للقيم الإنسانية فيكون مرتبطًا بالثقافة والتجارب الفردية للأشخاص. فكل فرد قد يمتلك قيمًا محددة وله ترتيبات يعتبرها هامة وتوجه تصرفاته واختياراته في الحياة. فالقيم الخاصة يمكن أن تختلف من شخص لآخر بناءً على خلفيته الثقافية والدينية والتربوية والشخصية.
بالرغم من كون القيم الإنسانية تعكس معتقداتنا وأفكارنا حول ما هو صحيح وجيد وجوهري في الحياة. ومشتركة للعديد من الأشخاص فإن عنصر الاختلاف من فرد لآخر أصبح واردا.
ففي حالات حدوث تعارض القيم الإنسانية الخاصة للأفراد مع القيم الإنسانية العامة بسبب إخضاعها لمنطق الأهواء والثقافة المحلية والتربية والمعتقدات الشخصية يعتبر هدا التعارض مهضوما
كلنا متفقون أن القيم الإنسانية تحولت إلى منظومة قد تتعرض للتغير في الزمان والمكان، فوضعيتها الاعتبارية أضحت وسيلة للمزايدات السياسية مادامت قد تحولت إلى ضحية لتبرير سلوكيات إجرامية ومشاهد الإبادة الجماعية والعرقية باستحلال كل الأساليب الدنيئة للوصول إلى مأرب تعتبر استراتيجية.
وهذا راجع بالأساس الى تراجع التدين بتقزيم كل ما هو روحي فكل إشارات القرآن الكريم كانت فصيحة ودقيقة في الإدراك العميق لكلمة إنسان لكن السؤال لماذا ربطتها بنعوت قدحية؟
(قتل الإنسان ما اكفره)، (إن الإنسان لربه لكنود)، (كلا إن الإنسان ليطغى)، (كان الإنسان عجولا)
(خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين فكل هذه الآيات اتفقت على ربط الإنسان باصطلاحات سلبية وهذا يؤكد أن الله هو أعلم بخلقه؟
إن قوله تعالى: لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.
يمكن أن نستشف من هذه الآيات هو أن الخالق سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه من منطلق أن كلمة إنسان هي وصف لوضعية درجة الصفر التي تعتبر منطلق مسيرته في هذه الحياة عليه بالسعي لتنميتها بالتبصر حتى لا يبقى سجينا لنزوات ورغبات تعزز حس الأنانية كأكبر عدو للسلم والتعايش.
من المؤكد أن خطاب الإسلام يحفز على التدبر ويرفض الستاتيك ويمهد لك السبيل للارتقاء حيث المقام الرفيع للإنسانية عبر مقام الإيمان فالناس في القرآن درجات وأعلى هذه الدرجات المؤمنون
فالله يرعى المؤمنين ويسمو بهم لمغالبة الطبيعة البشرية الأولى أي حالة الإنسان
إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا!
قد أفلح المؤمنون!
!، وبشر المومنيين ! يرفع الله الدين آمنوا
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة!
يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة!
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذرو ما بقي من الربا!
لا جدال في أن الأيمان ضرورة كونه بصيرة هذه الحياة، وإلا سادت الفوضى والعشوائية والسلوكيات العدمية، فالأفضل أن يقتدي الإنسان بهذه التعاليم الدينية والتخلق بخلق فضلى ليسمو البشر ويرتقي فتصير له قيمة ومسؤولية اتجاه الآخر تلك هي المسؤولية المجتمعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.