احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
بقلم هشام توفيق
مراسلة : عبد الجليل أبوعنان
عرفت ساكنة الفقيه بن صالح هاته الأيام نكسة، و أزمة نفسية حادة ،نتجت عند نتائج الانتخابات الغير متوقعة. مما أدى إلى هجومات كلامية و انفعالات ، أشعلت كل المنشورات بأسقط العبارات ، و فاض جوف الساكنة بأقبح الكلمات في حق الفائزين و منتخبيهم و المتحالفين معهم.
ولأن النتيجة فعلا كانت غير متوقعة، بالرغم من بوادرها التي أبانت عنها بعض الجرائد الإلكترونية المحلية و التي لقيت استنكارا من طرف الساكنة التي تضاربت تعاليقها بين مصدق و مكذب، إلى أن ظهر الدخان الأبيض من مداخن قصر البلدية، معلنا عن فوز من إعتقدته الساكنة أنه اصبح في خبر كان، ليجدونه و للمرة السادسة مبتدأ على رأس مجلس، ظنوا من أعضائه أنهم ناصروهم، إلا أنهم خذلوهم و خانوا الوعد و الوعيد و أخذوا بأصوات الساكنة ليضعوها أمامه كبيرهم على طبق من ذهب.
فانفجرت الساكنة ساخطة على مآل أصواتها ،مآل لم تكن ترغب الساكنة بكل قواها و آلياتها التي سخرتها صوب هدم قصر بني لربع قرن على باطل إهداءها للمعني بالأمر، لكن خاب ظنهم في الذين صوتوا عليهم.
إلا أنها تفاجأ بأن القصر بأيديهم التي صوتت لهدمه، كتب له البقاء ، بل و قد تبنى إحدى نوافذه المطلة على مستقبل مبهم لونه .
ايتها الساكنة أبناء و بنات الفقيه بن صالح: البكاء و النواح و العتاب لا يعيد الزمان الى الوراء و لا يمنع وقوع أحداث الماضي.
لتجفف دموع الحسرة و تكف الأفواه عن العتاب، و يبدأ مخطط البناء و الصلاح و التجديد و التقويم و الهيكلة و التصميم و التخطيط و الاستعداد لمستقبل أفضل.
الحملة الانتخابية ليست الأربع شهور قبل الانتخابات أو أيام الاقتراع ،إنما هي شوط يبتدئ من أول ساعات المجلس الجديد الى آخر أيامه، تستعد فيه الساكنة كأنها فريق كرة القدم الذي خرج للتو من إقصائيات كأس العالم، فبدأ تداريبه استعدادا لإقصائيات كأس العالم المقبلة.
يجب أن تتخذ التدابير من الآن، أولها توعية سياسية و تعميم فكر الوحدة و الاتحاد. و ترسيخ فكر التنمية في عقول الساكنة كهدف رئيسي و سامي بعيدا عن المنافسة الهدامة و التفرقة التي تجعل وحدة الساكنة هشة و سهلة الاختراق.
يجب ان يعمم فكر الإصلاح و ضرب الفساد ضربة قاضية بوسائل علمية بحتة. يستعمل فيها وسائل التواصل الاجتماعي و الانخراط في جمعيات هدفها توعية الناس سياسيا و التواصل مع الساكنة بعقد اجتماعات شهرية و موسمية ،لترسيخ فكر التعاون من أجل النهوض بالمدينة ، ليس إقتصاديا فحسب إنما علميا تتخلل برامجه توعية سياسية لتقريب الناس الهدف الاساسي وراء الانتخاب و الذي ليس فقط انتخاب الأشخاص، بل المناسبين منهم ، و جعل الساكنة صغيرها و كبيرها على أتم الاستعداد لمواجهة أعداء التقدم، و هزم ذوي المصالح الخاصة.
لان الطامة الكبرى تكمن في ضعف الوعي السياسي لدى الساكنة التي في نفس الوقت هي صاحبة القرار في اختيار مسؤوليها. بل ان ذات الاختيار تترتب عليه عواقب وخيمة. إغناء المسؤول و إفقار الساكنة.دون وعي من هاته الأخيرة بأنها هي سبب نكستها و العامل الأساسي في ضياع مصالحها.
يجب النزول الى الأحياء و من الآن بإسم جمعيات و تحت إشراف مؤطرين من مختلف الهيئات السياسية و الثقافية و الرياضية و باستراتيجية ممنهجة لتوعية الساكنة سواء بالأسلوب الشفهي او الخطي عن طريق منشورات و رسوم تبين دور الجماعة و الأعضاء و مهام رئيس الجماعة و الميزانية و كيفية اختيار المشاريع، و توضيح بالخط العريض النقط التي جاء بها التعديل الدستوري التي تهم الساكنة و الجماعة، بإعتبارها المسؤولة الأولى على التنمية، و تقريب الساكنة من ماهية الاقتراع و كل ما يخص الشأن الانتخابي.
و هناك وسائل عدة لتخطي العوائق التي تحول بين المترشحين النزهاء والساكنة .
ستظل المدينة تتخبط في وحل التحالفات العفنة الناتجة على ضعف الساكنة في اختيار النزيه و السوي، لأن من أوصل الفساد الى القمة هو الساكنة نصفها يغرر به أو تابع الفساد ، و النصف الأخر ضحية جهله بحقيقة الأمور لضعف وعيه السياسي .