هل هي بداية العد العكسي لبداية فقدان أمريكا زعامة العالم؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

 

ذ. بوناصر المصطفى

 

ارتبط منطق السيطرة بنظرة الصدمة التي ابتكرها الطبيب الكندي دونالد كاميرون سنة 1950، والتي ترى ضرورة السيطرة على أفكار الانسان والتحكم فيها بشكل كامل، وتحويله الى حالة مغايرة بأفكار وعواطف وقناعات جديدة، فأفكار اي انسان هي نتيجة لمصدرين الأول ماضيه والثاني حاضره، وان عملية التحول مرتبطة بنفي مصدره الأول أي ماضيه حتى تتحول الصفحة الى فراغ يسمح لك بكتابة ما تشاء لدلك فالصدمة هي الحل لإلغاء الماضي والحاضر.

تطورت النظرية عبر تجارب مولتها وكالة الاستخبارات الامريكية حيث تم تطبيقها في البداية على المرضى النفسيين عقاقير مهلوسة وصدمة كهربائية قصد تعطيل الحواس وفقدان الذاكرة بشكل كلي بالعزلة في ظلام دامس وصمت مطبق كما استفادت منها الوكالة الاستخباراتية الامريكية في معتقلات غوانتنامو وسجن أبو غريب فكانت تهدف من خلال نظرية الصدمة الى السيطرة على الانسان وتملك أفكاره ليستسلم لقراراتك

بقيت هده النظرية منحصرة في الفرد الى ان طورها ميلتون فريدمان لتنزيلها على الشعوب والجماعات والغرض منها هو إعطاء الضوء الأخضر للشركات المتعددة الجنسيات بالتحكم في اقتصاديات بلدان ومقاومة التوجهات القومية للشعوب بتعريضهم الى صدمة تفقدهم الوعي والتوازن النفسي.

استطاعت الولايات المتحدة ان تنجح في هده السياسة لعقود من الزمن، الا ان العلاقان الدولية لا تعرف الستاتيك ، فبعد انهيار القطب المنافس الاتحاد السوفياتي أي روسيا الحالية، استفردت بالقيادة في نظام عالمي جديدة شهد فيه العالم تحولات وتقاطبات سياسية والاقتصادية والاجتماعية، نسفت تلك التحالفات القوية والمؤسسة تاريخيًا، الا ان هذه التحالفات لم تدم طويلا حيث تلاشت ببروز تحديات جديدة.

لقد كان لنمو القوى الناشئة كالصين والهند وروسيا والبرازيل قلب موازين القوى في المشهد العالمي. كما أحدث تغيرًا في العلاقات الدولية وفي تلك التحالفات، فرض رؤية وعزز تحركات تكتيكية واستراتيجية جديدة بين الدول في محاولة لتعزيز مصالحها وتحقيق التفاهم والتعاون.

دشن هدا التحول توثر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خصوصا في التجارة والتكنولوجيا والأمن. كما شهد التحالف الأوروبي تحولات في ظل تحديات جديدة لا يتسع المجال لدكرها، بالإضافة الى تحركات وتقاطعات جديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق.

عادة ما تتشكل التحالفات الدولية بناءً على مصالح مشتركة بين هده الدول، لمواجهة التحديات المستجدة فقد تصدر الإرهاب والتغيرات المناخية هده العوامل ، كما كان للازمات الاقتصادية دور في زعزعة الوضع العالمي.

شكلت التهديدات الأمنية المشتركة لدول بعينها دور في بروز تحالفات لتعزيز أمن وحماية مصالحها القومية ، اذ لعبت الدول الوازنة اقتصاديا دورًا محوريا في تشكيل هده التحالفات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية ،هدا وكان للعلاقات الاقتصادية والتجارية دورًا مهمًا هده التحولات اعتمادا على مصالح لتعزيز التكامل .

جدير بالدكر ان التغير في التوازنات الجيوسياسية العالمية، انبثقت عنها تحالفات جديدة احدثت انقلابا في النفوذ العالمي للدول، ودلك بظهور قوى ناشئة دفعت الدول إلى إعادة تقييم تحالفاتها وتكوين تحالفات جديدة.

من بين التحالفات التي يمكن اعتبارها تهديدا اقتصاديا وسياسيا للقوى التقليدية العالمية الكبرى هو التحالف المكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ما يطلق عليه البريكس الا ان تعدد القوى في التأثير على هده التوازنات والتي قد تتحكم فيها دينامية جديدة متغيرة، كالأوضاع التي تعرفها منظفة الشرق الأوسط كالحرب على عزة وانعكاساتها على حركة السفن التجارية العالمية والمصالحة السعودية الإيرانية ودخول روسيا النزاع الشرق الاوسطي بالإضافة الى الأوضاع الجديدة الداخلية في الولايات المتحدة خصوصا ولاية تكساس

 

فإلى أي حد يمكن لهده العوامل والاعتبارات بما في ذلك المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لهده الدول ان تقلب الموازين القوى بشكل يفقد أمريكا زعامة العالم ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.