ما علاقة بعض منتخبي التجمع الوطني للأحرار باعتقال الصحافي القاسيمي.
بدأت تظهر الحقيقة الغائبة او الحقيقة التي يراد تغييبها، وبدأت الخيوط تنكشف حول اعتقال الصحافي محمد القاسيمي مدير الموقع الالكتروني علاش تيفي ، إذ أن أول خيط هو المتعلق ببعض منتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار ، وهو خيط اساسي يُمَكِّن من استنتاج أن القضية فيها ما فيها ، تلزم كل من له ضمير حي أن يبحث في تفاصيلها لانتشال شاب في زهرة عمره من قبضة ظلم قاس ومؤلم .
كان الصحافي محمد القاسيمي وكغيره من الصحافيين المتسلحين بالحس النقدي ، ينجز موادا إعلامية تنتقد حزب التجمع الوطني للاحرار ، واحيانا بحدة ، بعيدا عن كل ما يخالف القانون وأخلاقيات المهنة ،من سب او قذف أو تشهير ، وبسبب الازعاج الذي كان يسببه لبعض الاشخاص ممن يُعتبرون من أصحاب المال والأعمال المنتمين للحزب ذاته ، خلق القاسيمي لنفسه متاعب وفتح عليه ابواب الأحقاد من طرف بعض الاشخاص الذين كانوا يتحينون الفرصة لإسكاته بشتى الطرق والوسائل .
هذه التفاصيل السالفة الذكر ستجعلنا نستنتج استنتجات بعد وضعنا لعدة تساؤلات ، هل هي صدفة أن يترشح للاستحقاقات الحالية باسم حزب التجمع الوطني للأحرار كل من له علاقة بملف القاسيمي من مشتك ومصرحين ؟ وهل هي صدفة أيضا أن يترشح من كانوا يدعون الزمالة والصداقة المقربة للصحافي القاسيمي ، بنفس اللون السياسي ؟
بطبيعة الحال كل شخص له الحق في الترشح بأي لون سياسي يجد نفسه فيه ، ومن حقنا أيضا أن نتساءل في هذا الإطار بالأسئلة السالفة ، الباحثة عن أجوبة شافية وكافية ، أما الاستنتاج فهو واضح دون توجيه أصابع الاتهام لأي شخص ، ولكن دورنا المهني هو تجميع المعطيات وصناعة مادة إعلامية لنجعل منها خيطا رفيعا يوصل إلى الحقيقة ، حقيقة من دبر ، ومن فبرك ، ومن ساعد في كتابة السيناريو ، وحتى من قام او قاموا بالتمثيل من أجل صناعة مشهد مأساوي انتهى باعتقال شاب في ريعان شبابه .
وإذا كان محمد القاسيمي استغل مهنته من أجل الابتزاز كما تم ترويج ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي في إطار تشويه السمعة ، فأين هي تلك الأموال التي كان يتلقاها نظير مزاعم الابتزاز التي تم ترويجه عنه ؟ أليس المنطق هو أن تكون بحوزته الآن ملايين السنتيمات تركها وراءه ليصرفها والديه وأخواته ؟
إن الحقيقة التي يجب ان يعلمها الرأي العام وكل مسؤول له ضمير حي ، أن عائلة القاسيمي تعاني الفاقة حاليا فهو من كان يشتغل ويساعد والده ووالدته على اعباء الحياة ، ونحن هنا لسنا في وارد ذكر الخصال الحميدة للشاب القاسيمي كما يعرفها عنه كل من عاشره ، ولن نوجه أصابع الاتهام للقضاء لأن هذا الجهاز في النهاية يحكم بما لديه من أوراق في الملف ، بل نحن الآن نكتب من أجل أن يتحرك كل من له ضمير ، للبحث والتحري من أجل رفع الظلم ليس فقط على محمد القاسيمي بل على العائلة بأكملها التي عانت ومازالت تعاني التبعات النفسية والمادية وإلى اليوم .
مهما طالت سنوات السجن ستنتهي ، وسيخرج القاسيمي سواء بعد قضائه المدة كاملة أو بعد ما يشمله العفو الملكي ، لكن ، هل سينعم براحة الضمير كل من شارك في هذا المسلسل الدرامي ؟ من الأكيد أن عذاب الضمير أقسى وافظع من ويلات السجون ، فالليل وإن طال لا بد للنهار أن يأتي ولا بد للحقيقة ان تظهر .