عن قصة سيدنا علي بن ابي طالب مع ابنته زينب وعقد اللؤلؤ
جمال الحداوي يكتب:
بهذه العبارة الصادقة والجادة خاطب سيدنا علي ابنته الزينب في أحد الأعياد { لو لم تأخذي العقد أمانة مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيام لكنت أول هاشمية تقطع يدها في سرقة }
عاد سيدنا علي رضي الله عنه ذات مساء الى بيته فلاحظ أن ابنته زينب تتزين بعقد لؤلؤ قيل ان المسلمين في الغالب غنموه في احدى المعارك ووضعه سيدنا علي في بيت المال الذي كان ابن ابي رافع امينه فلما شاهد امير المؤمنين العقد في عنق ابنته عرف مصدره وقال { ياويلي لو أدركني الموت قبل أن يعود هذا العقد الى موضعه} فقالت زينب،، يا ابي أنا ابنتك وبضعة منك فمن أحق بلبس هذا العقد مني؟ الست بنت علي امير المؤمنين،،
فقال علي كرم الله وجهه، لاتذهبي بنفسك عن الحق يا بنت علي اكل نساء المسلمين يتزين في مثل هذا العيد بمثل هذه الأفاعي البراقة فوالله ما دخل هذا العقد بيتا إلا وكان سبابا في خرابه،، واضاف احضروا ابن ابي رافع في الحال ولما حضر امين المال خاطبه علي بكل حزم وقوة وشدة قائلا { ايه يابن ابي رافع اتخون المسلمين في اموالهم وحاجاتهم؟ }
فرد عليه ابن ابي رافع قائلا { لا يا أمير المؤمنين فإن زينب قد اخذت العقدة امانة معروفة معروضة مضمونة بعد ثلاثة أيام }.
عندها تنفس علي رضي الله عنه الصعداء وهو يخاطب ابنته التي كانت تجهش بالبكاء لخطاب الأب الرحيم بابنته { ما أجمل عنقك يازينب ابنتي بدون هذه الأفاعي البراقة، فهل كل نساء المسلمين يتنزين بمثل العقد المشؤوم ؟ واستطرد قائلا وانت يا ابن ابي رافع أعد العقد الى مكانه قبل أن يحل بك غضبي }.
إنها نفحة مباركة من حياة صحابة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم أجمعين والذين كانوا متمسكين بالحق مع انفسهم ومع أقرب الناس إليهم وشتان بين ذلك الزمان وزمننا زمن الفوضى والمسخ والموبقات فاللهم الطف بعبادك يا رحمان يا رحيم .
جمال الحداوي الخميسات