مؤشرات انتخابات الغرف المهنية الأخيرة هل ترخي بظلالها على الاستحقاقات المقبلة
.
ادريس بنيحي
إن تصدر المشهد الإنتخابي من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار للغرف المهنية بمختلف تخصصاتها يشير على الكثير من الدلالات والرسائل للمتتبع للمشهد السياسي المغربي،على إعتبار أن الفئة المصوتة هي فئة مجتمعية تعبر عن أطياف المجتمع بمختلف مهنها وتخصصاتها ومن هنا ينبغي على كل متتبع أن يفهم الرسالة وينتج قراءات قبلية للإنتخابات الجماعية والبرلمانية المقبلة،علما أن الحزب المعني بالأمر تتصدره شخصية معروفة لدى المغاربة قاطبة سواء منهم المهتم والغير المهتم بالشأن السياسي المغربي،ومن هنا يبدو على أن صراعات الإنتخابات الجماعية والبرلمانية هذه السنة ستعرف مفاجأت ونتائج وإنتظارات مختلفة ،عما أنتجتها صناديق الإقتراع لسنة 2015،من خلال تصدر حزب العدالة والتنمية الصدارة الجماعية والبرلمانية وحصوله على مرتبة مشرفة في الغرف المهنية، فهذه الولاية ستعرف مجموعة من المتغيرات والتغيرات بناء على مجموعة من الأحدات و المحطات المختلفة التي مر منها المغرب ،سواء تعلق الأمر بفعل المقاطعة لمجموعة من المنتوجات المغربية من بينها شركة توزيع البنزين ومشتقاته أو جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم والمغرب، ولازال الوضع قائم من خلال السلالة المتطورة أو ما يسمى بدلتا المتحورة وثمة من يتحدت عن دلتا بلوس،فكل هذه المتغيرات ستؤثر لا محالة على صناديق الإقتراع المغربية ،وستكسر النتائج الكلاسيكية للإنتخابات التي عهدناها منذ1999من خلال الأحزاب التقليدية والكلاسيكية التي كانت دائما تتنافس على الصدارة، فهذه الإنتخابات قد تغير موازين القوة ،وتظهر أحزاب كانت تتصدر مراتب مقبولة إلى زمن قريب، لكن هذه الولاية الإنتخابية قد تحقق المفارقة، وتتصدر المشهد السياسي المغربي نخبة سياسية غير معروفة، وقد تأخذ الرهان لأول مرة خصوصا مع القوانين الجديدة للإنتخابات في إطار ما سمي بالتقطيع الإنتخابي الجديد والقاسم الإنتخابي وحالة التنافي من خلال الجمع مابين العديد من المناصب.