: ذ جمال الحداوي  يكتب: حكايات وحكم من صميم التراث المغربي الأصيل

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

يحكي أن احد الأباء كان له ولد واحد وكان كل همه ان رباه حسن تربية وعلمه أحسن تعليم ووفر له كل شيء مهم في سن الطفولة الى مرحلة الشباب ودأب الأب على هذه الحالة وكذا الأم هي ايضا ومررت الأيام والسنين الى ان انهى الشاب دراسته وحصل على وظيفة مهمة في المجتمع، وفي يوم السوق الأسبوعي الذي صادف يوم عطلة طلب الأب من ولده ان يرافق ولده لكي يمتع الإبن الأب ببعض المتاع والنعم الموجودة في السوق فقبل الإبن الطلب بكل سهولة وكانت نية الأب ان يمتحن مدى النضج الذي بلغ اليه الشاب المثقف الذي اصبح صاحب مكانه في المجتمع فقال الأب الخببر لابنه في أول اختبار ولدي اشتر لي تلك البرتقالة الكبيرة من ذاك الصندوق فقال الولد بكل فرح ياولدي وبالفعل اشتري الابن الشاب البرتقالة العجيبة ومضيا في الطريق فقال الأب لإبنه ازل القشرة عن البرتقالة من فضلك فأزال الإبن القشرة عن البرتقالة في رمشة عين لكنه فوجئ بالأب يقول له اعد القشرة الى البرتقالة فشعر الشاب المثقف بالإنفعال وخاطب والده يا أبي ا لهذا الغرض جئنا للسوق فالناس ينظرون إلىنا ياولدي فرد الأب جئنا للسوق لكي نستكمل المعارف ولكي تأخذ الخبرة والتجربة التي مازلت في امي الحاجة إليها فمهما بلغ الأولاد من ثقافة وعلم ومراتب في المجتمع يظلون في حاجة لخبرة الوالدين فعندما كنت صغيرا ياولدي كنت احضرك معي الى السوق وكلما طلبت مني برتقالة اشتري لك اكثر من واحدة اناولك  واحدة واحتفظ بالأخريات في قب جلبابي وعندما تطلب مني إعادة القشر البرتقالة المقشرة اخبئ المقشرة واعطبك الاخرى وعندئذ يستهويك الأمر وتشرع في الضحك،  في هدا الوقت بالضبط عرف الإبن انه مهما بلغ من العلم والمعرفة والمراتب في المجتمع يبقى دائما ذلك الولد الصغير الذي يحتاج إلى توجيه وخبرة ونصائح الوالدين صحيح فالمدرسة قد تعطينا المعارف والمهارات والأفكار ولكن الوالدين يعطوننا الخبرات والعواطف والتجارب التي قد يبلغ بها الجميع إلاهم

لدلك جعل الله عزوجل طاعة الوالدين والإحسان اليهما مقرونة في القرآن الكريم بعبادته

يقول تعالى{،، وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر احدهما  أو كلاهما فلا تقل لهما اف و  لاتنهرهما وقل لهما قولا كريما }

صدق الله العظيم

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.