مصطفى تويرتو
في مشهد مؤثر يختزل معاناة سنوات طويلة، تمكن أشخاص معنويون ومحسنون من فك العزلة عن 28 دوار، بعد أن ظل سكانها محرومين من أبسط شروط العيش الكريم، خصوصا في ظل غياب الطرق المعبدة وانعدام وسائل النقل.
هذه المبادرة الإنسانية جاءت استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها السكان منذ سنوات، دون أن تجد آذانا صاغية لدى الجهات المسؤولة. فقد جند المحسنون بإمكاناتهم الخاصة لتوفير المعدات واليد العاملة، شاقين المسالك الطرقية، وميسرين وصول المؤن والخدمات الأساسية.
المفارقة الصادمة تكمن في غياب تام للحكومة ومؤسساتها التي من المفترض أن تكون الراعي الأول لمصالح المواطنين، تاركة هؤلاء المغاربة في عزلة قاسية، وكأنهم خارج خريطة الاهتمام الوطني.
هذا الوضع يطرح سؤالا ملحا من المسؤول عن استمرار هذا الإهمال المزمن؟ وكيف يمكن القبول بأن يتكفل المجتمع المدني والمبادرات الفردية بأدوار يفترض أن تكون من صميم عمل الحكومة والجماعات الترابية؟
في النهاية، تبقى إرادة المحسنين و جمعيات المجتمع المدني بارقة أمل وسط الظلام، لكنها لا تعفي الدولة من مسؤوليتها في ضمان الحق في فك العزلة وربط كل المواطنين بفرص التنمية.