مهرجان أزرو: مهرجان للنسيان

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بقلم سفيان انجدادي

أُسدل الستار على مهرجان أزرو يوم الأحد 13 غشت 2023، والذي نظمته جماعة أزرو بالتعاون مع جمعية تيومليلين لرعاية الفنون الأصيلة. شهد هذا المهرجان انتقادات واسعة قبل افتتاحه وبعد اختتامه بسبب هويته الهجينة وجودة تنظيمه الرديئة، وتأثيره السلبي على الحياة العامة وتعطيله لسيرورة الخدمات العمومية الأساسية.

“فشل في التنظيم”

لم تنجح جماعة أزرو حتى الآن في التأسيس لمهرجان ثقافي فني سنوي يعكس هوية مدينة الصخرة وتاريخها، وينسجم مع رؤيتها المستقبلية، ويحقق تطلعات الساكنة والمجتمع المدني. ويتجلى هذا الفشل في عدم وجود رؤية واضحة وأساس فكري يرتكز عليه المهرجان، والذي يمكن أن يساهم في الترويج لمدينة أزرو وتسليط الضوء على تراثها الثقافي المادي واللامادي.

من بين الأمور التي ساهمت مباشرة في عدم تحقيق هذه الأهداف نذكر سوء الإدارة وضعف التشاور مع مختلف الفعاليات المدنية والفنية والثقافية داخل المدينة. ومايؤكد ذلك عدم الإلتزام بالعقود والشراكات المبرمة مع جمعية إيزوران سلفا من قبل المجلس بعد نهاية النسخة السابقة للمهرجان، وتراجع مستوى الشفافية، وغياب التواصل والتشاور مع الهيئات المجتمعية قصد إرساء فكرة مستدامة لحدث ثقافي فني يتناسب مع قيم المدينة وساكنتها، بدلا من التدبير الفردي والكولسة التي نهجها بعض المتسللين من رجال السياسة وبيادق آخرون.

“فقدان للإبداع والروح الفنية”

كان المهرجان بعيدا عن الأفكار الإبداعية والتنظيمية الجيدة، وفشل في الجانب المتعلق بالإعلام والتواصل. وتسبب في تعطيل حركة المرور وحوادث مرورية، وعرف انتشار ظاهرة التحرش والسرقة والمشاجرة، هاته المشاجرة طالت حتى اللجنة التنظيمة لتطرح عدة تساؤلات حول من يتحمل مسؤولية تنظيم المهرجان واستغلال المرافق العمومية دون توفير أدنى شروط السلامة للمواطنين خصوصا النساء منهم.

المهرجان عرف رذائة في تقديم فقراته وإدارة منصته الرسمية، دون ذكرالمحتوى المقدم للجمهور الحاضر، فضلا عن غياب لقالب فني ابداعي يؤثث الفضاء ويعطي صورة متميزة للمدينة، بعيدا عن عشوائية الإدارة الفنية للمهرجان واتسامها بالارتجالية في التنظيم الذي طال كل مكونات هذه الحدث الهجين وأساء لتاريخ المدينة وثقافتها أكثر من خلقه للفرجة.

مهرجان أزرو اعتمد أساسا على ميزانية الجماعة، وفشل في جلب رعاة ومستشهرين من أجل تعبئة موارد أخرى خارج المال العام، والتي من شأنها أن تعطي نفسا ماديا وفنيا آخر للرقي بالفعل الثقافي والفني بالمدينة، والرفع من مستوى التنظيم وتنويع الفقرات وتجويدها، وخلق فضاءات تناسب الجمهور، وتحفظ كرامته وتحمي نسائه وأطفاله من بعض السلوكيات الفردية الشاذة التي تكررت كثيرا في أماكن تواجد الجمهور بالمهرجان.

وختاما يمكن أن نقول أن مهرجان أزرو لا يزال حُلما لم يتحقق بعد، إنه الحدث الثقافي الفني الفكري الذي تنتظره السكانة بشغف، والذي يمكن أن يكون عرسا سنويا يلبي انتظاراهتم ويحقق لهم ذلك الرقي والفخر أمام باقي التظاهرات الثقافية والفنية في مدن أخرى.

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.