جولة في سوق الأوداية : فوضى وسوء تنظيم 

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

 

فلاش 24/سعاد بيكة/مراكش

 

الأوداية هي جماعة قروية تقع على بعد 30 كيلومترا عن مدينة مراكش على الطريق الرئيسية التي تربط بين مدينتي الصويرة وأكادير، وتقع في النطاق الترابي لعمالة مراكش بجهة مراكش اسفي، ومساحتها تبلغ 132 كيلومتر مربع، وتمثل الفلاحة النشاط الرئيسي لساكنة المنطقة التي تتوفر على مساحات شاسعة تضم حقولا بها مئات الاشجار المثمرة، وتشتهر الأوداية بزراعة الخضراوات والزيتون والعنب والكروم، غير أنها وللأسف الشديد لازالت من الجماعات المحكوم عليها بالتهميش والإقصاء وهشاشة البنية التحتية في مختلف المجالات، وجميع المجالس المنتخبة التي تعاقبت على كرسي المسؤولية فيها لم تزد في الطين إلا بلة، ولم تسهم إلا في ترسيخ تهميش المنطقة، وزيادة معاناة ساكنتها التي تظل تعاني حاجاتها إلى العديد من المصالح، ومرجع ذلك حسبما يبدو انما يعود إلى غياب اقل تصور وجيه لدى جميع تلك الهيئات المنتخبة مرتبطا بمجال التنمية المحلية.

 

ساكنة المنطقة مواطنون بسطاء، لهم معاناتهم إلى جانب كثير من التطلعات، ينتظرون بشوق السوق الأسبوعي الذي يسمونه ( اثنين لوداية) اي السوق الأسبوعي الذي يعقد بالمنطقة كل يوم اثنين من كل اسبوع، وهي فرصة كانت جد مناسبة للقيام بجولة في سوق الأوداية ، وبعد لقاء مع مجموعة من الموطنين في السوق الأسبوعي/الأوداية سجلنا مجموعة من المعطيات سنعود اليها بكثير من التفاصيل المرتبطة بالنتائج في مقال قادم، وفيما يلي بعض تلكم المعطيات العامة:

_ السوق الأسبوعي/الفضاء بجماعة الأوداية غير منظم، وهذا ما يفسر الفوضى وسوء التنظيم الذي يعانيه التجار والمواطنون على حد سواء، إلى جانب غياب المواصفات الواجب توفرها في مقر السوق كمرفق جماعي، إضافة إلى غياب المرافق الصحية والماء والإنارة العمومية، وهذا الوضع، كما صرح لنا أحد تجار السوق، يرجع إلى اهتمام مجلس جماعة الأوداية بمرفق السوق الأسبوعي.

_ برغم أن منطقة الأوداية هي منطقة فلاحية بامتياز، إلا أن الخضر والفواكه تحديدا تسجل غلاء ملحوظا في هذا السوق بصيغة تتجاوز أحيانا اثمنتها بمدينة مراكش المجاورة، ومرجع هذا إلى غياب المراقبة والضرب على أيدي المتلاعبين من ( اصحاب الشكارة) الذين يتحكمون في رقاب المواطنين بالمنطقة من طريق تحكمهم في منطق السوق.

_ العديد من الجزارين بسوق الأوداية يتساءلون : لماذا تم نقلهم رغما عنهم الى مجزرة منطقة ( السويهلة) للقيام بعمليات الذبح، برغم أن الجزارين بالأوداية قد رفضوا هذا القرار وذلك لعدة اعتبارات من بينها بعد المسافة بين الأوداية والسويهلة، وايضا لارتفاع تكاليف النقل والتنقل وقلة الربح المادي، وهنا نتساءل : ما هي الأسباب التي جعلت مجلس جماعة الأوداية يلجأ الى هذا الحل الترقيعي؟ ولماذا لم يقم بترميم وتجهيز مجزرة سوق الأوداية الذي بدأت جدرانه وجوانبه، لفرط الإهمال، تتاكل وتتساقط؟

_ يفتقر مرفق السوق الأسبوعي بمركز الأوداية الى كل المواصفات التي يجب توفرها في مرافق الأسواق الاسبوعية الجماعية، فسوق الاوداية غير منظم، الى جانب افتقاره الى المرافق الصحية، والى الماء والإنارة العمومية، في حين ان مرافق الاسواق الاسبوعية بشكل عام يمكن اعتبارها ركيزة أساسية يمكن ان تلعب في نطاقها الترابي دورا او ادوارا طلائعية هامة في مجال التنمية المحلية وتنشيط دورة الحياة الاقتصادية المحلية بالجماعة.

كان هذا رصد مختصر لوضعية السوق الأسبوعي لمركز الأوداية الذي يعتبر إحدى ابرز نواحي مدينة مراكش، ولنا عودة الى هذه المنطقة لرصد مختلف المظاهر، والقراءة في الوضعية التنموية بصيغة مفصلة في مقالات قادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.